تعجز الكلمات عن وصف فنان في حجم نور الشريف خاصة انه فنان شامل، مثف، طموح وذكي.. لديه مبدأ لا يحيد عنه اطلاقا وهو احترام عقول المشاهدين لانه اقصر الطرق للنجاح والحفاظ عليه.. استطاع باقتدار ان يتبوأ مكانة بارزة على الساحة الفنية المصرية والعربية.
»الوطن« التقت الشريف اثناء زيارته الاخيرة للكويت ضمن الوفد المشارك في الاسبوع الثقافي الفني التجاري العربي بالكويت.. في حوار طويل اتسم بالصراحة والفضفضة حول قضايا فنية عديدة.. جاء على النحو التالي:
* تواجدك في الكويت ضمن الاسبوع الثقافي الفني التجاري المصري كيف ترى اهمية مثل هذه الفعاليات الثقافية؟
ـ اعتقد ان الاسابيع الثقافية والمهرجانات التي تقام بين أي بلدين عربيين شيء مهم جدا ولا يتخيل احد ان انتشار القنوات الفضائية هو البديل ابدا لان هذه القنوات يسيطر عليها الاعلام اكثر منه الجانب الثقافي والمقابلة المباشرة اراها تقوي العلاقة اكثر من المشاهدة من خلال التلفزيون، وانا تعلمت من ندوة الكاتب الكبير جمال الغيطاني عندما تحدث عن قاهرة نجيب محفوظ.. واسعد جدا بمثل هذه التجمعات التي تجعلنا نتقارب بل وتشد الجمهور العادي لحضور مثل هذه الندوات.
* ما رأيك كفنان ومثقف عربي كبير في الدراما الكويتية؟
ـ اعتقد ان الدراما الكويتية في الخمسة اعوام الاخيرة اصبحت متميزة جدا واحرص دائما على متابعتها باستثناء شهر رمضان الماضي الذي كان مزدحما بالاعمال الدرامية بشكل مبالغ فيه وكان من الصعب ان اتابع الكل.
اعمال متميزة
* صرحت من قبل ان الاعلانات والفيديو كليب والبرامج الحوارية ارتكبت جناية في حق اولادنا كيف ولماذا؟
ـ اعتراضي ينقسم لشقين الاول ان المسلسلات في رمضان كثيرة زيادة عن اللزوم وهذا فيه ظلم للاعمال والحمد لله الانتاج اصبح متميزا في اكثر من بلد ولم يعد مقتصرا على مصر وسورية فقط بل هناك اعمال كويتية واردنية وبحرينية متميزة لذلك يجب على المسؤولين عن الفضائيات ان يحدث بينهم ميثاق شرف ينص على ان كل محطة عليها ان تذيع عملين اثنين فقط في رمضان لاني كمواطن عربي ومشاهد اريد ان اتابع الاعمال بشكل جيد.
لم اتخيل ابدا ان رمضان الماضي عرض فيه يومياً 64 مسلسلاً ومن هنا يمكن ان يظلم عمل متميز جدا وذلك لان هناك مسلسلا آخر آخر شعبيته اكبر ويعرض في نفس الوقت على محطة اخرى.
* هل تتفق معي ان العمل المميز في النهاية هو الذي يفرض نفسه؟
ـ لا اتفق معك لان هناك اعمالا تكون نبرتها هادئة ولكن قيمتها اعلى واعطيك مثالاً على ذلك العام الذي قدمت فيه مسلسل الحاج متولي ظلم بسببه اكثر من اربعة اعمال مميزة اذكر منها على سبيل المثال مسلسل »الاصدقاء« و »حديث الصباح« و »المساء« لان مسلسل الحاج متولى اظرف ومسلي وعمل جاذبية للمشاهدين لانه يحقق حلم الذكورة لكل رجل وانا ارى لو كل محطة عرضت مسلسلين فقط سنجد باقي السنة رمضان لكن ان تقوم كل قناة وتعرض ستة مسلسلات في اليوم وبعد رمضان تعيدهم مرة اخرى هذا شيء غير مقبول.
تشتيت المشاهد
* مارأيك في ظهور الممثل في اكثر من عمل خلال رمضان؟
ـ انا ضد هذا لانه يشتت المشاهد وبالتالي في اوقات كثيرة يكون الممثل في مسلسل ضابط شرطة وفي اخر »حرامي« وهذا الموضوع ليس في يد الممثلين انما في يد وكالات الاعلان التي اصبح لها السطوة على كل القنوات لانها هي التي تختار النجم او النجمة من اجل التسويق وهذا في حد ذاته ظلم للاعمال.
* انت كنجم كبير كيف تتعامل مع هذا الامر؟
ـ طلبت عدم عرض الجزء الثاني من مسلسلي الاخير الدالي في رمضان القادم لكن المنتج رفض لان وكالات الاعلان تريده في رمضان وبالتالي تدفع المحطة للمنتج اجراً اكثر تميزا لان الاعلانات تكون بكثرة في رمضان فاصبح الاقتصاد الحر هو الذي يحكمنا كلنا.
ومنذ اكثر من عشرين عاما حدث تغير في السلوك الانساني في المنطقة العربية بدأ بانتشار اعلانات السلع واكتشفت ان الاعلانات اصبحت تغير السلوك الانساني بصورة تدعو للغرابة اذا شاهد شاب فقير او فتاة فقيرة الحاحا في الاعلانات بان هناك كريماً لتبيض بشرة الفتاة السمراء وكذلك الرجل الضعيف يمكن ان يجد مقويا والشاب فجأة يصبح مثل السوبرمان كل هذه الامور داعبت احلام الناس وقللت القناعة في الحياة ومع سيطرة مثل هذه الاعلانات اصبح الشباب صيداً سهلاً لذلك وخاصة البسطاء والفقراء الذين اصبحوا يحلمون بهذه الكماليات من خلال هذه الاعلانات ولا يرضون بواقعهم لذا من الممكن هنا ان البعض يتنازل او يرتكب جريمة حتى يصل لحلم من هذه الاحلام وجاء بعد الاعلانات الفيديو كليب الذي ارتكب جريمة كبيرة وهي تقليله من جمال صورة المرأة في عالمنا بسبب كم العري الزائد الذي نشاهده في الكثير من الكليبات المصورة لذلك اقول ان المرأة فقدت الكثير بسبب الصورة التي تظهر بها في الفيديو كليب.
* لك رأي خاص في ان الموبايل اساء للحب ماذا تقصد من ذلك؟
ـ قبل الموبايل كان هناك الهاتف المنزلي وشاهدنا ذلك في افلام قديمة مثل »أنا حرة« و »الوسادة الخالية« لعبد الحليم عندما كان يتحدث مع لبنى وكان الحب في الدراما زمان له سحره اما الموبايل الآن من خلال المسجات اختصر علاقة الحب بين العشاق.
تجارة بالبشر
* ما رأيك في برامج تلفزيون الواقع؟
ـ اراها برامج تجارة بالبشر بمعنى احضار اناس واضعهم في مكان واصورهم دون علمهم!! فانا ضد ذلك حتى لو كانت مصنوعة. اما لو كانت حقيقية هنا يكون خطرها اكبر لانها تعتدي على خصوصيات اناس من اجل المكسب المادي.
* وما رأيك في البرامج الحوارية السياسية المنتشرة على الفضائيات؟
ـ هذه البرامج افقدت اهمية كل القضايا العربية الكبيرة في حياتنا لاننى عندما اشاهد اثنين يتشاجران معاً بل يتطاولان بعضهما على بعض دون ان افهم وجهة نظر هذا او ذاك والمشكلة ان الاعلام حاليا يخلق كل يوم قضية مثيرة تجعلك تنسى القضية التي اثيرت في اليوم السابق وهذا يضطرني كنور الشريف ان افضى الهارديسك الخاص بعقلي يومياً قبل النوم حتى استطيع ان اتقبل قضايا ومشاكل اليوم التالي ومعنى هذا ألا يكون عندي ذاكرة.. هذا هو مكمن الخطر في الاعلام الجديد الذي »ينسيك« وبالتالي هم لا يريدون لنا اي انتماء لعادتنا او تقاليدنا او لدينا فالنظام الاقتصادي الجديد حول ملايين البشر في العالم إلى »مطاردين من قبل الإعلام حتى يكونوا مستهلكين ليكسب هذا الاعلام في النهاية رأس المال.
* اثارت الصحافة موضوع تصويرك مشهد في فيلمك الجديد »ليلة البيبي دول« وانت عاري تماما ما تعليقك على ذلك؟
ـ لقد فوجئت بحدوث ضجة بدأت اولا من بيروت حيث تلقيت اتصالات تفيد بان لي صورة على النت اظهر فيها عاريا تماما وبعد ذلك اثارت الصحافة المصرية هذا الخبر والحكاية باختصار اننا اثناء تصوير مشهد في سجن ابوغريب وانا أظهر في الفيلم كمراسل تلفزيوني وتم اعتقالي لاني صورت مشاهد لجنود امريكان يقتلون بعض افراد المقاومة العراقية وتم وضعي في سجن ابوغريب حتى لا تصل الحقيقة للمشاهد وتم تعذيبي واهينت كرامتي داخل السجن واذكر ان مخرج الفيلم عادل اديب اخبرني بان اخذ من على الانترنت جميع الصور التي فجرت القضية من خلال الضابطة الامريكية التي قامت بتعذيب المساجين في سجن ابوغريب وعرض علي اعادة تصوير هذه المشاهد من خلالي بكل تفاصيلها فوافقت وانا مستحيل ان اتصور عاريا وكل الحكاية انني ارتديت شورتاً يلون الجسم وتم التعامل معه بالكومبيرتر فيما بعد حتى تظهر هذه المشاهد مشابهة لصور التعذيب الحقيقية التي تمت في سجن ابوغريب والذي اثارني حقيقة هو حدوث هذه الضجة وكأنني ارتكبت جناية قبل ان يسألوني او يشاهد الفيلم لان من المستحيل ان افعل فعلا فاضحا او افسد قيماً.
زمن الاثارة
* هل تضايقت من هذه الضجة التي اثيرت بخصوص هذا الموضوع؟
ـ تعودت ذلك واصبح لدى اقتناع باننا اصبحنا في زمن الاثارة والكل وقع في هذه المصيدة بما فيها التلفزيونات الحكومية والجرائد القومية التي اقرأ فيها مانشيتاً مثيرا جداً وتفاصيل الموضوع لا علاقة لها بالمانشيت لذلك انا ضد الاثارة واناشد الجميع بان يكونوا موضوعيين وألا يتسرعوا في الركض وتوجيه الاتهامات دون دراسة او بحث.
* لماذا لا نرى كبار النجوم مجتمعين معا في اعمال جديدة الا نادراً؟
ـ المشكلة تكمن في السيناريو وليس لدينا اعتراض ان نلتقي في عمل واحد المهم ان السيناريو يعجب نجوم هذا العمل بحيث لا يشعر احد منهم ان دوره لن يقول شيئاً مقارنة بادوار زملائه فمن الممكن ان يعرضوا علي اشتغل مع محمود ياسين او محمود عبدالعزيز او عادل امام والدور لن يضيف لي شيئاً بالتأكيد سأرفضه فهل يعقل ان اقبل ظهوري في دور لن استمتع به وانا اصوره فالمشكلة إذاً تكمن في السيناريو لان في النهاية هناك منافسة بيننا ولا يوجد كره او حقد او مؤامرات ولكن المؤكد ان كل واحد منّا يريد ان يكون متميزا.
* هل تتفق معي ان مسلسلك الدالي الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي لم يأخذ حقه من الجوائز؟
ـ بالفعل في جوائز مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون الاخير وانا دائما اقول وبعيدا عن الدبلوماسية انني احترم قرار لجنة التحكيم ولو ظلمتني لانني من قبل كنت رئيس وعضو لجنة تحكيم اكثر من مرة وفي كل مرة كان يحدث صدام من عدم رضا المتسابقين ولكن في النهاية كما قلت احترم قرار اللجنة في كل الاحوال ولو زعلت بيني وبين نفسي.
اعتراض على الاسم
* ما سبب تغيير اسمك من محمد جابر الى نور الشريف؟
ـ انا من مواليد السيدة زينب وطبيعة الاحياء الشعبية ان هناك اسما في شهادة الميلاد واسما آخر للدلع في البيت وفي الغالب لا توجد علاقة بين الاسمين فوالدي اصر ان يكون اسمي محمداً وجدي لابي اصر ان يكون نوراً واصبح كل من في البيت يناديني بنور وكان يقوم بتربيتي عمي اسماعيل الى ان دخلت المدرسة في الصف الاول الابتدائي وفي اول يوم في الدراسة نادى المدرس قائلا محمد جابر محمد فلم ارد وكرر النداء فاذا بالمدرس يقترب مني ويقول انت اسمك محمد جابر فقلت له انا نور اسماعيل فقال انت اسمك محمد جابر وعرفت من عمتي ان والدي مات وعمري تسعة اشهر وان الذي كنت اعتقد انه أبي كان في الحقيقة هو عمي ومر الوقت ودخلت معهد الفنون المسرحية ومثلت مسرحية روميو وجولييت واعترضوا على اسمي محمد جابر فقلت لهم اسمي نور واختارت اختي عواطف لقب الشريف لاسمي من كثرة حبنا للنجم عُمر الشريف.
منذ سنوات
* أثيرت قضية انك من اصل كويتي بل وابن للشيخ الراحل جابر العلي فما ردك على ذلك؟
ـ هذه القضية اثيرت منذ سنوات وفوجئت في يوم من الايام باتصال من الاذاعة الكويتية ان الصحافة في الكويت نشرت خبرا انني ابن المرحوم الشيخ جابر العلي فنفيت الخبر جملة وتفصيلا وان والدتي لم تغادر مصر في يوم من الايام وانها تزوجت بعد وفاة والدي بسنوات ولما طلبت تفسير هذه الشائعة اخبرني صديق لي يعمل صحفيا في الكويت ان شكلي في مسلسل عمر بن عبدالعزيز كان يشبه الراحل إضافة ان اسمي الحقيقي جابر محمد جابر فكان ردي ان هذه الشائعة لو كانت حقيقية فلن انكرها لانه من اضعف الايمان سآخذ نصيبي من الميراث وللعلم حفيدة المرحوم جابر العلي هي صديقة لاسرتي ويومها كانت صغيرة وقالت لي يا عمو انا قلت للناس بانك لست من اقاربنا ولكنهم لم يصدقوني فقلت لها ارسلي لي نصيبي من الميراث.
المسرح المدرسي
* تفوقت على نفسك في تجسيد شخصية عمر بن عبدالعزيز وايضا في اكثر من عمل تاريخي لماذا لم نعد نشاهد حاليا مثل هذه الاعمال؟
ـ اود ان اذكر لك شيئا في البداية وهو كأن هناك قدرا يربطني بشخصية عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وكانت مسرحية مقررة علينا في المسرح المدرسي في فترة الاعدادية المتوسطة وبعد ذلك جسدت شخصية عمر بن عبدالعزيز اذاعيا من تأليف الشاعر عبدالرحمن الشرقاوي واعداد عبدالسلام امين وطلبت من الشاعر عبدالسلام أمين ان نقدمه تلفزيونيا وعند الانتهاء من كتابته فوجئت بالتلفزيون يتهرب مني رافضين انتاجه فالتقيت بوزير الاعلام في هذا الوقت صفوت الشريف وسألته عن سبب رفض التلفزيون للعمل فقال بانهم يدرسون حاليا الجدوى الاقتصادية من توزيعه فهناك بلاد رافضة شراء هذا العمل وهذه البلاد تدفع %60 من الميزانية فقلت له حرام خاصة ان هذه الفترة كانت بداية فترة تشويه صورة الاسلام في الاعلام الغربي وقلت له ان مسلسل عمر بن عبدالعزيز أصدق نموذج للدفاع عن الاسلام فوافق والمشكلة في هذه الاعمال من وجهة نظري تكمن في الكتابة فقد تجد باحثا عظيماً يستطيع ان يجمع المادة بشكل عبقري لكنه لا يملك القدرة على صياغتها في دراما انسانية والعكس صحيح ولابد ان يملك كاتب مثل هذه الاعمال روحاً شفافة مؤمنة بما تقوله الشخصية فهنا يستطيع ذلك بدفء انسان ساحر ويغلفه الايمان.
أعمال متميزة
* الدراما السورية التاريخية تربعت على العرش في الفترة الاخيرة وسيطرت على السوق وغيبت الكثير من الاعمال المشابهة لدول اخرى فما ردك على ذلك؟
ـ السوريون برعوا بشكل كبير في البداية في الدراما الاسطورية مثل الكواسر والجوارح وغيرها وقد ساعدهم على ذلك وجود مخرجين دارسين اخراج سينمائي ويعملون بكاميرا واحدة وحققوا صورة جميلة وساحرة وبعد ذلك دخلوا في المرحلة التاريخية مثل ملوك الطوائف وغيرها وكانت اعمالا متميزة جدا وافضل من الدراما التاريخية المصرية وذلك يعود لعدة اسباب اولها المخرج لكونه يملك رؤية بصرية سينمائية، ثانيا ان التصوير الخارجي في اماكن حقيقية اضفى سحرا، ثالثا تصميم الازياء، رابعا دعم الدولة لهذه الاعمال بأن اماكن التصوير مجانية بالاضافة لتقديم بعض الخدمات المجانية من قبل الجيش لكن انا ارى ان بعد تقديم الاعمال العظيمة السورية حدث هبوط في هذه الاعمال واعتقد ان ذلك يعود لدخول شركات الانتاج في منافسة رهيبة لسباق المسلسلات من اجل البحث عن المكسب فبدأ المخرج والممثل اللذان يقدمان اعمالا رائعة من قبل يطالبان بأجر اكبر ونفس الكلام على مصمم الازياء والموسيقى والمونتير وهكذا فاضطرت شركات الانتاج للبحث عن فريق عمل اقل حرفية وموهبة من هؤلاء وبالتالي وجدنا بعض الاعمال تظهر دون المستوى الذي اعتدنا عليه من التميز في الدراما السورية في الاعمال التاريخية.
* ما رأيك في الضجة التي أثيرت في مصر بسبب عمل الممثلين السوريين في مصر؟
ـ سبق ان ذكرت لك اننا اصبحنا نعيش في زمن الاثارة فمن متى نقول في مصر ان هذا سوري او عراقي او فلسطيني لسبب بسيط ان الذي انشأ الفن الدرامي في العالم العربي في مصر هم اهل الشام وهل لاحد ان يتخيل ان انور وجدي سوري وان نجيب الريحاني عراقي وانا اندهشت من ذلك فهند صبري جاءت من تونس منذ سبعة اعوام واصبحت الآن نجمة كبيرة ولم يهاجمها احد لكن عندما جاء جمال سليمان لمصر تعرض لهجوم شديد وانا وعادل امام ويحيى الفخراني دافعنا عنه بشدة فأنا على سبيل المثال بدأت احتراف الفن عام 1967 وجاءت النكسة ومنذ عام 67 وحتى عام 72 ونحن نعمل في سورية ولبنان لم يقل احد ان المصريين جاءوا ليحتلونا أو يأخذوا فرص عملنا والهجوم على السوريين اعتبره غباء ويحدث حساسية ليس لها معنى وهذا يقود بعض الناس غير الموضوعيين ان يتبادلوا السباب، فجمال سليمان صديقي من قبل ان يأتي لمصر وهناك فنان سوري آخر اعشق تمثيله وهو بسام كوسا واراه واحدا من اندر الممثلين في العالم، وقد منحته مرتين جائزة احسن ممثل واتمنى ان يعمل في مصر، والمدهش ان الذي فجر هذه القضية هو الفنان احمد ماهر الذي يصور حاليا عملا في سورية.
* ما علاقتك بالطرب والموسيقى؟
ـ تربيت على صوت عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وكنت احب عبدالوهاب لكن عبدالحليم كان اكثر اقترابا واعترف لك بأنني لم اكن احب فريد الاطرش وانا صغير ولكن عشقته عندما كبرت على الرغم من اني استمع لهؤلاء الكبار لكن يظل حليم هو اقرب الناس لي لأني اطلقت عليه لقب عبدالحليم الذاكرة العاطفية والسياسية للأمة العربية وليس للمصريين فقط ومن بعده أم كلثوم التي اصبحت مهووسا بها عندما دخلت معهد الفنون المسرحية لأني بدأت اكتشف وهذا اهداء مني لكل هواة التمثيل بأن يسمعوا اغاني أم كلثوم جيدا لأنها اعظم درس القاء في العالم لأن جزءاً من عبقرية أم كلثوم هو التعامل مع حروف الكلمة وليست الكلمة ككل.
* ومن الاصوات الحالية التي تحب سماعها؟
ـ كنت ولا زلت احب علي الحجار جدا وايضا مدحت صالح وهاني شاكر ومحمد الحلو ومحمد فؤاد واحب تجارب عمرو دياب جدا واراه من اذكى المطربين ويقدم شغلا جميلا بالفعل وكان من المقرر ان يكون بدل محمد منير في فيلم المصير لكنه خاف من التجربة وسبق له ان جلس معنا فترة التحضير عن موسيقى الاندلس وقدم بعد هذه الفترة »حبيبي يا نور العين« وهو غيور على شغله واعشق فيروز بهوس واحب نبيل شعيل جدا وعبدالرب ادريس ومحمد عبده.
* ماذا عن فيلمك القادم سجين ترانزيت مع النجم الشاب احمد عز؟
ـ تحمست لهذا الفيلم لأن الدور جديد ومكتوب بشكل مثير جدا وفيه مقدار كبير من الغموض وليس له شبه في تاريخ السينما المصرية وهذا ما جعلني اوافق عليه بلا تردد وانا لا اقدم فيه اكشن بل احمد عز هو الذي يقدم الاكشن، وصعب ان اتحدث عن دوري في الفيلم وهو دور ضابط مخابرات عامة يتعرض لقضايا مهمة جدا وهناك سوء فهم مع الولد الذي يقوم بتجنيده وهو احمد عز.
تاريخ النشر: السبت 5/4/2008